مشاغبات نسائية

لم يتصور أحد أن تنقلب ألعاب الفتيات الثلاث إلي حقيقة واقعة... لعبة صغيرة بدأتها «غادة عبد العال» و«غادة محمد» و«رحاب بسام» علي شبكة الإنترنت بإنشاء ثلاث مدونات خاصة بهن يسجلن فيها يومياتهن وانطباعاتهن الشخصية وسط آلاف المدونات الشبابية موضة الشبكة العالمية... الغريب أن المدونات الثلاث نجحن في لفت الأنظار إليهن بعد أن أصبح لهن طريقة خاصة للتعبير عن آرائهن في شتي الموضوعات الاجتماعية.

«أنا عايزة أتجوز» ، و«أرز باللبن لشخصين»، و«مع نفسي» أسماء المدونات الثلاث التي اختارتها «غادة و«وسام» و«غادة» ليعلن أفكارهن من خلالها، حتي فرضن علي المجتمع فكرة جديدة هي عمل كتاب يجمع كل كتاباتهن التي سبق نشرها علي المدونات، وهو المشروع الذي تولته احدي دور النشر المعروفة، وبهذا تحولن من ثلاث فتيات مدونات الي كاتبات حققن بأول ثلاثة كتب لهن أعلي مبيعات في معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي عقد مؤخراً.

«أنا عايزة اتجوز» كلمات تلفت انتباه كل من يتطرق الي مدونة غادة عبد العال خريجة كلية الصيدلة وكسرت بها كل القواعد والتقاليد الشرقية التي تحتم علي البنت التي تأخر سن زواجها ان تكبت ما بداخلها من مشاعر تجاه مشكلتها ومشكلة الكثير من بنات جيلها وقدمتها من خلال مدونتها بشكل ساخر أثار إعجاب الكثيرين،

تقول «انا كأي بنت لدي الرغبة في الزواج، ولكن علي الجانب الاخر وجدت انني تعديت الـ ٢٥ عاماً، ووجدت أن الأمر وفقاً لنظرة المجتمع اصبح شبه صعب، فكتبت تلك المدونة لأحكي من خلالها بعض المواقف التي تحدث للبنت في تلك الفترة لتزويجها بالطرق التقليدية، وكذلك استعدادات الاسرة لاستقبال العريس المنتظر،

والتي منها ما هو مثير للضحك وآخر مثير للشفقة، ولانني فقدت امي منذ أعوام قررت ان اكتب تلك الافكار كنوع من الفضفضة ولكني فوجئت بتشجيع كبير ممن حولي وازداد تحمسي ايضا بعد ان وصل عدد زائري المدونة الي مليون شخص».

أما «رحاب بسام» ومدونتها التي تحمل اسم «حواديت» فهي لا تختلف من حيث إقبال القراء عن مدونة «أنا عايزة اتجوز» ولكنها تتضمن مجموعات قصصية تتميز عن غيرها بكتابة بعض التفاصيل التي قال عنها كبار الكتاب «تفاصيل قصصية من الخيال فقدت معناها في عصرنا الحالي»، ولانها قارئة ملمة بكثير من الروايات الادبية الفرنسية والانجليزية فإنها تمكنت من مفردات اللغة بشكل يجعلها تتميز عن غيرها بكثير.

اختارت رحاب ان يكون اسم اول مجموعة قصصية لها «أرز باللبن لشخصين» وهي تتضمن عدة قصص بعضها خيالي والاخر من واقع الحياة ، قالت عنها رحاب «بدأت أكتب قصصي منذ عامين ولم اتخيل يوما انني سأتحول من مجرد مدونة الي كاتبة لها كتب ادبية ولها جمهور يبحث عن كل جديد لديها،

والسبب في هذا النجاح هو تشجيع أسرتي الدائم للكتابة بعد ان اكتشفوا ما لدي من طريقة مختلفة في الكتابة، وبالرغم من انني كنت أتخيل أنها مجرد تسلية لبعض قراء المدونة، فإن تعليقاتهم حققت لي نجاحا لم أتخيله من قبل ، حتي اصبحت من المرشحين من قبل احدي دور الكتب لتجميع المدونة في هيئة مجموعة قصصية».

«أما هذه فرقصتي أنا» هو اسم الكتاب الأول لغادة محمد محمود البطلة الثالثة التي لاقت كتاباتها نجاحا كبيرًا من خلال مدونتها التي تحمل اسم «مع نفسي» والتي قدمت من خلالها بعض النصوص والقصص التي تحكي بعض الاحداث اليومية التي تعيشها وتقول عنها: بعد أن تزوجت شعرت بفراغ كبير في وقتي لم أعرف كيف أستفيد منه، فوجدت فكرة المدونة كنوع من تبادل الاراء من خلال تقديم الموضوعات وتبادل التعليقات من القراء،

والتي كنت احكي فيها بعض مواقف الحياة اليومية التي تعيشها اي بنت في مقتبل العمر في بداية زواجها والتي منها ما يحكي بعض المواقف في المطبخ أو مع جيراني، حتي إنني كتبت عن فترة حملي والتي تعايش معها القراء بشكل كبير، ولم أعرف أن مدونتي ستتحول من مجرد صفحات علي النت الي كتاب يقبل القراء علي شرائه حتي يحقق مبيعات هائلة في معرض الكتاب وهو بالنسبة لي النجاح الأكبر».